نعيش اليوم العاشر من رمضان مع كلام الحبيب، كلام يرسم لنا الطريق ويحدد لنا مسارات فى الحياة لا نضل معها أبدا ، حديث اليوم أمر بعدم الغضب.
عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم أوصنى، قال: لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب، رواه البخارى.
قوله صلى الله عليه وسلم "لا تغضب" معناه لاتترك الغضب يسيطر على تصرفاتك وسلوكك فتقع فى الخطأ، والنهى ليس عن الغضب كشعور لأنه من طباع البشر ، ولا يمكن للانسان دفع الغضب.
وفى نفس المعنى يأتى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغضب فإنه جمرة تتوقد فى فؤاد إبن آدم، ألم تر إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضطجع أو ليلصق بالأرض ، وجاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فقال يارسول الله: علمنى علما يقربنى من الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: "لاتغضب ولك الجنة"
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما يطفى النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
وقال أبو ذر الغفارى قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب فليضطجع .
والنهى عن الغضب فى كل الأديان قال عيسى بن مريم ليحيى بن زكريا عليهما السلام، إنى معلمك علما نافعا: لاتغضب، فقال: وكيف لى لا أغضب؟ قال: إذا قيل مافيك فقل ذنب ذكرته أستغفر عنه، وإذا قيل لك ماليس فيك، فاحمد الله إذا لم يجعل فيك مايذمك، وهى حسنة سيقت إليك .
وقال عمرو بن العاص سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يبعدنى عن غضب الله تعالى قال: لاتغضب .
وخلاصة القول إن الغضب إن لم نسيطر عليه قادنا إلى الهلاك فقد يؤدى للقطيعة وإرتكاب الجرائم.
ولم يكتف الرسول بالنهى عن الغضب، ولكنه حدد لنا وسائل للسيطرة عليه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من ذكر الله والوضوء .. ولأن كلام الحبيب وهديه وحى من الله سبحانه وتعالى ورد فى القرآن الكريم آيات ندعونا لعدم الغضب
قال الله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) آل عمران 133-134
وقال تعالى (قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) الإسراء 53
قال الله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) الفرقان -63
قال الله تعالى (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون) الشورى 37
قال الله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لايحب الظالمين) الشورى 40
------------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي
